شهد قطاع الاتصالات في المغرب تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، متأثرًا بالتقدم التكنولوجي العالمي. وفي هذا السياق، بدأ المغرب اتّخاذ خطوات ملموسة نحو اعتماد شبكة الجيل الخامس (5G)، التي تُعد نقلة نوعية في عالم الاتصال والإنترنت.
![]() |
شبكة الجيل الخامس (5G) تمثل أحدث أجيال الاتصال اللاسلكي، حيث تتميز بسرعات إنترنت مذهلة تُقدر بأضعاف تلك التي توفرها شبكة الجيل الرابع (4G)، إضافةً إلى تقليل زمن الاستجابة وزيادة قدرة الشبكة لاستيعاب كميات هائلة من الأجهزة المتصلة في آن واحد. هذه الخصائص الفريدة تفتح المجال أمام العديد من التطبيقات الذكية، مثل السيارات الذاتية القيادة، إنترنت الأشياء، والجراحة عن بُعد.
في إطار الجهود الرامية لاعتماد تقنية الجيل الخامس، باشرت شركات الاتصالات المغربية كـ"اتصالات المغرب"، "أورنج"، و"إنوي" بإجراء تجارب أولية منذ عام 2021، بالتعاون مع الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT). وتضمنت هذه الخطوات تخصيص الترددات اللازمة وتقييم البنية التحتية استعدادًا لإطلاق الخدمة على نطاق واسع.
فوائد اعتماد الجيل الخامس في المغرب تتسم بتأثيرها الواسع في عدة جوانب، حيث ستعزز الاقتصاد الرقمي عبر إتاحة الفرصة للابتكار في قطاعات متنوعة مثل الزراعة، الصناعة، والنقل. كما أن توفر بنية تحتية متقدمة في هذا المجال يُعد عامل جذب للاستثمارات الأجنبية، خصوصًا من الشركات التكنولوجية الرائدة. علاوة على ذلك، يُشكل الدعم الذي تُقدمه التقنية لتطوير المدن الذكية ركيزة أساسية لتحسين إدارة المرور والطاقة والخدمات العامة.
ومع ذلك، لا تخلو عملية الانتقال للجيل الخامس من تحديات؛ أبرزها التكلفة المرتفعة للبنية التحتية، صعوبة توفير التغطية في المناطق الريفية، وحتمية حماية البيانات الشخصية وضمان أمن المعلومات.
بإدخال تقنية الجيل الخامس، يُظهر المغرب حرصه على مواكبة التحولات الرقمية العالمية الطموحة، بما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة القائمة على المعرفة والابتكار. ومع مواصلة تحديث التشريعات وتطوير الخدمات الأساسية، يخطو المغرب بخطوات واثقة نحو مستقبل رقمي يعكس رؤيته واستعداده للمنافسة عالميًا.